أدركت في العام الماضي أنني هشة كذلك صخرة في آن واحد ربما يبدو للقارىء هذا التناقض صارخ غير مفهوم، لكنني ما إن أحسست بالضعف أستعيد رباطة جأشي من جديد، فأنا بعد كل هذا أكثر نضجاً وسيطرة. وكما يقولون كل شخص يتعلم من تجاربه لتتفتح مداركه على أمور ما كان يظن يوماً أنه سيتخطاها بكل هذا الثبات. 

...

خلال الأشهر التي مضت انقطعت عن دروس تعلم الكمان! شيء مؤسف، وبالتوازي تلاشت أفكاري في التدوين، كذلك انقطع حماسي لأي شيء، شعرت بلامبالاة غريبة تجاه الكون كله حتى فقدت الأشياء معناها، كما قال درويش لم ينتظر أحداً ولم يشعر بنقص في الوجود.
وبدأ شتاء جديد، وما أجمله من شتاء، فيه اختبرت الحب والأمل والرضى، وبدأتُ حياة جديدة مع إنسان أحبه، وشعرت أن الدنيا تبتسم لي مرة أخرى بعد عناد طويل! 
وها نحن على مشارف الصيف .. 

...

بعد أيام قليلة تحل الذكرى السنوية الثانية لإنشاء مدونتي، كنت أتمنى أن تكون سنة 2021 أكثر إنتاجية من حيث عدد التدوينات والزيارات. بحر لم تعد تظهر في محركات البحث! هي بالأصل لم تكن تظهر والان أعتقد جازمة أنها متأخرة أشواط عن زميلاتها😢 يلا في النهاية نحن لسنا في ماراثون هكذا أعزي نفسي. 

...

وبما أن التدوينة لا تخص موضوع بعينه، قرأت خبر قديم عن سيدة ستينية من تركيا حققت حلم طفولتها في تعلم العزف على الكمان، بعدما كان هذا الحلم بعيد المنال في صباها، يقول مدرب الجدة الستينية أنها باتت مثال يحتذى به في الإصرار والعزيمة. ما أريد قوله أن لا شيء يمكن أن يقف عائقاً أمامك إلا نفسك، تستطيع أن تستمر في التعلم وتنمية مهاراتك مهما كان عمرك، على الرغم أن أساتذة الموسيقى يفضلون تدريب صغار السن على قبول البالغين في صفوفهم، وقد تحتاج إلى عصر دماغك لإقناع الموسيقيين بشغفك هذا طبعاً إن لم يكن المركز الذي وقع اختيارك عليه تجارياً همه التكسب فقط. 

وبما أننا نتكلم عن الشغف أقترح عليكم فيلم soul، وهو فيلم انيميشن من إنتاج شركة بيكسار وديزني، يتحدث عن ملعم موسيقى في مدرسة إعدادية يشعر أن وظيفته تستنزف طاقته كلياً، ثم تأتيه فرصة العمر في لعب البيانو بجانب أشهر عازفي الجاز، لكن يحصل ما هو غير متوقع وتبدأ حكاية المدرس في عالمين مختلفين. 

الفيلم يطرح سؤالاً مدهشاً؛ هل يجب على الإنسان أن يمتلك شغفاً واحداً لتحقيقه أم أن الشغف قد يتبدل بالتوازي مع تغير اهتماماتنا في الحياة؟ وماذا لو حققنا شغفنا ماذا بعد؟ 

مشاهدة ممتعة.